الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رغبتك في أن يكون حملك ذكرًا؛ فليس في ذلك بمجرده ما يقتضي التحريم، إلا أن يتضمن كراهية إنجاب الإناث -كما هو شأن أهل الجاهلية-، وقد حكى الله عنهم ذلك في محكم كتابه، حيث قال: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ {الزخرف:17}، وقال: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ {النحل:62}.
وتأخّر الحمل قد يكون مجرد ابتلاء من الله سبحانه، فقابلا هذا البلاء بالصبر، وكثرة الدعاء؛ فعاقبة الصبر خير، وقد ذكرنا طرفًا من فضائله في الفتوى: 18103.
والدعاء من أفضل السبل لتحصيل المرغوب، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
واستمرا في طلب الشفاء، وأحسنا الظن بربكما؛ فهو عند ظن عبده به، وهو مالك الذرية، يهبها لمن يشاء، ويحرمها من يشاء؛ بمقتضى علمه، وحكمته، قال عز وجل: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {الشورى:49-50}.
والله أعلم.