الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيحرم شرعا مثل هذه العلاقة العاطفية بين المرأة والرجل الأجنبي، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 30003.
وقد أحسنت بالتوبة منها، وهذه التوبة تقتضي ترك الرجوع لمحادثته، أو التواصل معه؛ لئلا يكون ذلك ذريعة للعودة لتلك العلاقة؛ فالشيطان للإنسان بالمرصاد.
وقد حذرنا ربنا -تبارك وتعالى- من شره فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور:21}، فلا تبحثي عن البلاء بعد العافية، بل أكثري من الدعاء، وسؤال الله العافية، فإنه دعاء جامع لكل خير، وتجدين في الفتوى: 221788. جملة من الأدعية المتضمنة لذلك.
والحالة التي أنت عليها نوع من العشق، وهو مرض من الأمراض الخطيرة، يمكن أن تترتب على صاحبه آثار سيئة في دينه ودنياه، إن لم يتدراكه الله برحمته. ومع خطورة هذا المرض إلا أن علاجه ميسور لمن صدق مع الله سبحانه، ورغب في هذا العلاج، وقد سبق لنا بيان بعض سبله في الفتوى: 9360.
وما تشعرين به في قلبك من آلام وحسرات قد لا يكون عقوبة على ذنب، ونرجو أن تكون فيها كفارة لذنوبك، ورفعة لدرجاتك، إن صبرت عليها ابتغاء وجه ربك.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 18103، ففيها بيان فوائد الصبر.
ولا بأس بدعائك بأن يجعله الله لك زوجا في الدنيا والآخرة، وإن لم يتيسر زواجه منك في الدنيا، فلا تهلكي نفسك بالحسرات، فما يدريك أن يكون هذا الزواج ناجحا إن قدر له الزواج منك، وفي واقعنا المعاصر قد يحدث كثيرا أن يفشل الزواج القائم على مثل هذه العلاقات العاطفية، ففوضي أمرك إلى الله، فهو بصير بالعباد.
ولا يجوز لك الكذب على هذا الشاب، وإخباره بأنك تقومين بالدعاء عليه؛ فالكذب محرم.
والله أعلم.