الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبما أن ما أوردت بسؤالك متضمن جملة من الدعاوى على زوجك؛ فالحكم عليها يقتضي السماع من الطرفين؛ ولذلك فالأليق مشافهة أحد العلماء عندكم ليتمكّن من السماع منكما معا، ويستفصل فيما قد يحتاج إلى استفصال، ويتبين فيما يستدعي التبين، ويمكن أيضًا مراجعة المحكمة الشرعية، إن اقتضى الأمر ذلك.
وعلى وجه العموم نقول:
أولًا: من حقّك على زوجك أن يوفر لك مسكنًا مستقلًّا بمرافقه الأساسية؛ كالمدخل، والمخرج، والمطبخ، والحمام، لا يشاركك فيها أحد، سواء كان ذلك المسكن ملكًا له، أم مستعارًا، أم مستأجرًا، كما نص عليه الفقهاء. وراجعي الفتوى: 409993.
ثانيًا: زوجك مطالب شرعًا أن يحسن عشرتك، ويؤدّي إليك حقوقك، ومن ذلك أمر النفقة.
وإذا كان معسرًا؛ فالواجب عليه أن يخرج ليكتسب؛ ليقوم بما يجب عليه من نفقته، ونفقة أهله، وتراجع الفتوى: 96234.
ثالثًا: الأصل أن يبيت الزوج مع زوجته كل ليلة، ما لم يكن عنده عذر يمنعه، وذلك من كمال حسن العشرة، ويرى بعض العلماء أن الواجب عليه من ذلك أن يبيت عندها ليلة من كل أربع ليال، وانظري الفتوى: 98811.
رابعًا: إن خروجك إلى بيت أهلك بسبب عدم توفير زوجك للمسكن المستقل، لا تعتبرين به ناشزًا، وقد ضمنا الفتوى: 136039 مسوّغات خروج المرأة بغير إذن زوجها.
وكذلك الحال في مطالبتك زوجك بأن يؤدّي إليك حقوقك؛ فإنه لا يحصل به النشوز، وتجدين في الفتوى: 161663 تعريف النشوز.
خامسًا: الأكل مع الزوجة نوع من حسن العشرة؛ لذلك يستحب للزوج أن يفعله مع زوجته، ما أمكن، ولا نعلم أحدًا من أهل العلم قال بوجوبه، قال الحجاوي في الإقناع: يستحب الأكل مع الزوجة. اهـ. وسبق الكلام عن المبيت.
سادسًا: ننصح بأن يكون هنالك تفاهم بين الزوجين في إطار الاحترام المتبادل بينهما، والعمل على كل ما من شأنه أن يكون سببًا لاستقرار الأسرة، واجتناب أسباب الشقاق.
ويمكن أن يتدخّل الفضلاء -من الأقارب، وغيرهم- عند الحاجة لذلك.
والله أعلم.