الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحدوث المشاكل بين الزوجة وأم زوجها من الأمور التي تحدث كثيرا، وقد يكون ذلك بسبب سوء خلق في إحداهما، أو يكون بسبب نوع من الغيرة من أم زوجها تجاه زوجة ابنها، أو لشيء من سوء الفهم لبعض التصرفات التي قد تصدر من أي منهما. وعلى كل ينبغي تحري الحكمة في التعامل معها.
وقد أحسنت فيما ذكرت من سعيك المتكرر في كل ما من شأنه أن يجلب المودة، ويزيل الجفوة، وكذلك عدم منعك زوجك من اصطحاب أولاده معه لزيارة جدتهم، فجزاك الله خيرا.
وكذلك زوجك، فإنه محسن بحرصه على البر بأمه، وصلتها، وإكرامها، تقبل الله منه ذلك، وجعله في ميزان حسناته.
ولا تكون أم الزوج من الأرحام بمجرد كونها أمًّا للزوج، إلا إذا وجد ما يقتضي كونها من الأرحام؛ كأن تكون خالة لك، أو عمة مثلا.
وعلى تقدير كونها من الأرحام؛ فإن كانت مؤذية، فيجوز قطع صلتها من السبيل الذي يتحقق به كف الأذى، كترك الزيارة مثلا، وتجب الصلة بغير ذلك من الوسائل الأخرى. وإذا كان هذا بالنسبة للرحم، فأولى إذا لم تكن أم الزوج من ذوي الرحم، فلا تجب صلتها، فما ذكره الزوج من أن هذا عقوق، وأنك لا يجوز لك قطعها؛ كلام غير صحيح.
ونختم بالقول إنه مهما أمكنك زيارة أم زوجك، والصبر عليها؛ فافعلي، فإن ذلك من الإحسان إلى زوجك، ومن حسن العشرة.
والله أعلم.