الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يخلصك من هذا الشعور هو أن تستحضر معية الله -تعالى- وعونه لمن أراد التقرب منه -سبحانه- فالطريق وإن كان طويلا لكنه -تعالى- ييسره على من أراد توفيقه والأخذ بناصيته إلى الخير، فلا ملجأ من الله إلا إليه.
ففر إلى ربك -تعالى- واستعن به، ولذ بجنابه، وسله التوفيق بإخلاص وصدق؛ فالقلوب بين إصبعين من أصابعه -سبحانه- يقلبها كيف يشاء.
ومما يزيل عنك هذا الشعور: أن تصحب أهل الخير، ومن لهم قدم في قطع ذاك الطريق؛ فإن صحبتهم تهون عليك مشقة السير إلى الله تعالى.
ومما يعينك على ذلك أيضا: كثرة مطالعة سير الصالحين، وأخبار المحبين الصادقين الذين سلكوا طريق الاستقامة بجد ولم يلحقهم في ذلك فتور ولا توان؛ فإن ذلك يعينك على الاقتداء بهم، وترسم خطاهم والسير على آثارهم.
ومما يزيل عنك هذا الشعور: دوام المجاهدة وصدق الطلب، والإخلاص التام لله تعالى.
فإنك متى صدقت وجاهدت نفسك مخلصا هان عليك الخطب، وسهل عليك الطريق، وتلذذت بما يألم به غيرك، وصارت هذه الطريق راحة نفسك وقرة عينك، ولكن هذا لا يحصل إلا بعد مزيد من المجاهدة والبذل، على ما وضحناه في الفتوى: 139680.
نسأل الله أن يعيننا وإياك على طاعته، ويوفقنا جميعا لمراضيه.
والله أعلم.