الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأمر على ما ذكرت من كونك لا تعلمين حقيقة الفقاعات: هل هي ريح أو لا؟ وتكثر لديك الشكوك في هذا. فالجواب: أنها لا تؤثر على صحة وضوئك، ولا على صلاتك لو أحسست بها أثناءها.
فقد شُكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يُخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. متفق عليه.
قال النووي في شرح الحديث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي: أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي أن من تيقن الطهارة، وشك في الحدث، حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة، وحصوله خارج الصلاة، هذا مذهبنا، ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف. انتهى.
وبالتالي؛ فصلاتك صحيحة، وليس عليك إعادتها. فأعرضي عن هذا الشك، ولا تلقي بالًا لتلك الوساوس، ولا تلفتي إليها، فإن فعلت ذلك ذهبت بإذن الله.
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دَوَاءٌ نَافِعٌ، وهو الْإِعْرَاضُ عنها جُمْلَةً كَافِيَةً، وَإِنْ كان في النَّفْسِ من التَّرَدُّدِ ما كان، فإنه مَتَى لم يَلْتَفِتْ لِذَلِكَ، لم يَثْبُتْ، بَلْ يَذْهَبُ بَعْدَ زَمَنٍ قَلِيلٍ، كما جَرَّبَ ذلك الْمُوَفَّقُونَ. انتهى من الفتاوى الفقهية الكبرى .
والله أعلم.