الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تستطيع أن تصل لصاحب الحساب، فتستحلّه، أو تردُّ له حسابه؛ فلتفعل ذلك.
وإن كنت لا تستطيع؛ فلتستغفر الله تعالى، ولتتب فيما بينك وبينه، ولتكثر من الأعمال الصالحة، والاستغفار، والدعاء لصاحب الحساب، ولتتضرع إلى الله تعالى أن يرضي عنك خصمك يوم القيامة، ويتحمّل عنك هذه التبعة، وانظر الفتوى: 336325.
وأما مواصلة استخدام الحساب؛ فنرى أن التوقّف عن ذلك من جملة توبتك؛ لأنه ليس لك، وفي مواصلة استخدامه مواصلة للتعدّي على حق الغير.
وأما بالنسبة للمال الذي اكتسبته، فإن كان ذلك نتيجة لجهدك أنت، وتم بطريقة مباحة في ذاتها؛ فالربح لك دون صاحب الحساب، ويتأكّد ذلك على مذهب من يجعل الربح الناتج عن استثمار المال المغصوب تبعًا للجهد المبذول، لا لرأس المال، وهو قول المالكية، والشافعية. وانظر الفتوى: 50753.
والله أعلم.