الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك جملة من الأمور، نبين جوابها فيما يلي:
أولًا: لا يكون الشخص مكلفًا في سن التاسعة أو العاشرة، وإنما يكون مكلفًا بحصول البلوغ بإحدى علاماته، وهي إنبات الشعر الخشن حول القبل، أو خروج المني بشهوة، أو بلوغ السن، وهو خمس عشرة سنة هجرية، وتزيد المرأة رابعًا، وهو الحيض.
فلا يلزمك قضاء شيء من الصلوات، ولا أيام رمضان التي أفطرتِها قبل البلوغ.
ثانيًا: ما تركتِه من الصلوات بعد البلوغ -كالصلوات التي تركتِها بعد الثامنة عشرة-، وما كنت تؤدّينه بلا نية، بل مجرد حركات فحسب؛ فعليك قضاء جميع ذلك في قول الجمهور من العلماء، وهو الأحوط، وفي المسألة خلاف بيناه في الفتوى: 128781.
وحيث عملت بمذهب الجمهور، وقضيت تلك الصلوات؛ فإن كيفية القضاء مبينة في الفتوى: 70806.
ثالثًا: إن كنت تتوضئين وضوءًا خاطئًا، بحيث تتركين ركنًا من أركان الوضوء؛ فإن كان ذلك عن جهل، فوجوب إعادة تلك الصلوات مختلف فيه كذلك، وانظري الفتوى: 125226.
رابعًا: مجرد الاستمناء لا يوجب الغسل، وإنما يوجبه خروج المني، فإن لم تتحققي أنه خرج منك المني؛ فلا شيء عليك، ولبيان صفة مني المرأة، انظري الفتوى: 128091.
خامسًا: إذا استمنيت، وخرج منك المني جهلًا منك بأن ذلك يفسد الصوم؛ لم يفسد صومك بذلك، وانظري الفتوى: 79032.
سادسًا: الغيبة وغيرها من المعاصي، لا تبطل الصوم، وتبطله الردة، لكنك لم تبيني لنا ما حصل منك لنحكم ما إذا كان ردة تبطل الصوم أو لا.
سابعًا: الأيام التي صمتِها حال الحيض، لا يصح صومها، ويجب عليك قضاؤها؛ لأنها دَين في ذمّتك، ولا تبرأ ذمّتك إلا بالقضاء، ولا يجوز لك الصوم وأنت حائض.
ثامنًا: عليك أن تحافظي على صلاتك، وتعلمي أن تضييعها إثم عظيم، وانظري الفتوى: 130853.
ويعينك على ذلك لزوم الدعاء بالتثبيت، ومجاهدة النفس بصدق، وإخلاص، وإدامة الفكرة في عاقبة ترك الصلاة، وصحبة الصالحات اللاتي تعين صحبتهنّ على لزوم الطاعة.
تاسعًا: التوبة النصوح تمحو جميع الآثام، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فتوبي إلى ربك تعالى، واستقيمي على طاعته من الآن، وسليه سبحانه العون، والتثبيت.
والله أعلم.