الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تجتهدي في القرب من الله تعالى، وطلب رضاه، وتكرّسي حياتك كلها لهذا الغرض، وتغضّي الطرف عن هذه الظلامات التي تعرضت لها.
وأما من ظلموك، فإن شئت سامحتهم، ولك على ذلك الأجر الجزيل عند الله تعالى، كما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.
وإن شئت لم تسامحيهم؛ وحينئذ فيقتصّ الله لك منهم كما شاء بعدله.
ولك أن تدعي عليهم بقدر مظلمتهم دون زيادة.
وحاولي أن تتناسي هذه الأمور؛ لتركّزي في حياتك، وما يناط بك، ويراد منك فعله.
واستعيني على ذلك بالدعاء، ولزوم الذِّكر، وشغل النفس بما ينفع.
والله أعلم.