الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت من إساءة أمّك إلى أبيك، وسعيها لأخذ أمواله بغير حق؛ فهي ظالمة.
لكن حق الوالدين على أولادهما عظيم، ولا يسقط حقّهما بظلمهما، أو إساءتهما، وقد أوجب الله معاملتهما بالأدب، والرفق، والتوقير، والتواضع لهما، ولا سيما حال ضعفهما، وكبرهما، قال تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}.
والواجب على الأولاد جميعًا -حسب وسعهم- رعاية أبيهم، وخدمته، ودفع الأذى عنه، وراجعي الفتويين: 405169، 127286. وهذا هو ما نستطيع أن نفيدك به.
أما حقك في المال الذي هو باسم أمّك، وتَدَّعين أنه مال والدك، حَوَّلَتْه أمّك على اسمها؛ لتحرمك من الميراث فيه؛ فيرجع فيه للقضاء الشرعي، علمًا أنك إذا كنت محتاجة إلى النفقة، وكان أبوك معسرًا، وأمّك موسرة؛ فعلى أمّك أن تنفق عليك، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: فإن أعسر الأب؛ وجبت النفقة على الأم. انتهى.
وراجعي الفتوى: 340171، والفتوى: 143933.
والله أعلم.