الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبناء قاعة لتعليم القرآن يدخل في الصدقة الجارية، ومن شارك في بنائها، فله أجرٌ من تلك الصدقة بقدر سهمه في بنائها، وقد ذكر أهل العلم أن من صور الصدقة الجارية بناء مدرسة، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية، أثناء الحديث عمّا يحصل به الوقف: كَمَنْ يَبْنِي مَسْجِدًا، أَوْ رِبَاطًا، أَوْ مَدْرَسَةً، وَيُخَلِّي بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ مَا أَعَدَّهُ مِنْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ يَصِيرُ وَقْفًا. اهــ.
ومن البِرّ والإحسان إلى والدتك أن تتصدّق عنها بصدقة جارية؛ لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ، أَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَإِنَّ لِي مِخْرَافًا، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا. رواه البخاري. والمخراف هو: البستان المثمر.
والله أعلم.