الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في التوبة إلى الله مما وقعت فيه، وهذا فضل من الله عليك أن تداركك بلطفه، ووفّقك للتوبة قبل أن يدركك الموت وأنت على ما كنت عليه، فله الحمد من قبل، ومن بعد.
ومن شروط التوبة من حقوق الناس التحلّل منها، إما بطلب المسامحة منهم؛ ليسقطوا حقّهم. وإلا فلا بد من ردّ الحق إليهم، ولو بطرق غير مباشرة؛ لحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي.
ولا يجزئ التصدّق بتلك الأموال عنهم مع إمكان إيصالها إليهم، غير أنه لا يلزم إعلامهم بما وقع من خداع، وتحايل عليهم.
ومن تعّذر إيصال حقّه إليه، ويئست من ذلك؛ فلك حينئذ أن تتصدق بحقّه عنه؛ عملًا بالمستطاع، جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني ناقلًا عن ابن تيمية -رحمه الله- قوله: إذا كان بيد الإنسان غصوب، أو عواري، أو ودائع، أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها؛ فالصواب أن يتصدّق بها عنهم... انتهى.
والله أعلم.