الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حقيقة العجب ودرجاته في الفتوى: 32856.
فما دمت تنسبين الفضل لله تعالى، وتعرفين أن ما بك من نعمة فمنه -سبحانه-، وتكثرين من حمده، وشكره على نعمته، وتجتهدين في صرف نعمته في مرضاته؛ فأنت بمعزل -إن شاء الله- عن العجب.
ولا يضرّك ما يقع في قلبك من الشعور بالفرح بنعمة الله تعالى، ما دمت على الحال التي ذكرنا من نسبة الفضل إليه -سبحانه-، ومعرفة أنه وحده هو المنعم المتفضّل.
وليس عليك من حرج في أن تحبّي لبس الحسن، كما في صحيح مسلم: إن الرجل ليحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنًا. فقال صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك من الكبر، الكبر بطر الحق، وغمط الناس.
وما دمت لا تحتقرين أحدًا، ولا تنظرين إليه شزرًا أن آتاك الله ما لم يؤته، فلستِ -إن شاء الله- من المتكبّرين.
وعليك دائمًا أن تذكّري نفسك بهذه المعاني، وهي أن النعمة فضل الله وحده، وما بالعبد من نعمة فمن الله تعالى، وتلزمي دعاء الله تعالى دوام النعم، والتعوّذ به من زوالها.
وأن تعلمي أن النعمة بالهداية للإسلام أعظم من كل نعم الدنيا، وتشكري الله بقلبك، ولسانك، وجوارحك على ما أنعم به عليك، وله -سبحانه- الحمد، والمنة.
وراجعي للفائدة، الفتويين: 17775، 194603.
والله أعلم.