الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق التعريف بماهية الثقافة، وذلك في الفتوى رقم: 32376، وأما الحضارة فهي من الحاضر ضد البادي، والحضارة ضد البادية وهي المدن والقرى والريف والبادية، كذا ذكر صاحب مختار الصحاح، هذا اشتقاقها من حيث اللغة، وأما تعريفها كمصطلح فقد عرفها مالك بن نبي بأنها كل ما يوفره المجتمع لأبنائه من وسائل تثقيفية وضمانات أمنية، وحقوق ضرورية، تمثل جميعها أشكالاً مختلفة للمساعدة التي يريد، ويقدر المجتمع المتحضر على تقديمها للفرد الذي ينتمي إليه.
فتبين بذلك أن مفهوم الحضارة عنده شديد الارتباط بحركة المجتمع، وأن الثقافة تمثل جزءاً من الحضارة، فالحضارة على هذا أشمل جهة من حيث المعنى من الثقافة.
والله أعلم.