الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان من واجبك أن لا تفتح ما ائتمنت عليه، وأن تؤديه إلى صاحبه، بالكيفية التي طلبت منك، فالله تعالى يقول: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58]، ثم لما فتحت الكيس ووجدت فيه ما وجدت، وشككت في كونه سحراً، كان من اللازم أن لا تلغيه بمجرد هذا الشك، لأنه قد يكون الأمر بخلاف ما تصورت، فقد يكون الخيط الذي فيه تلك العقد كان ملقى على الأرض وأخذه ذاك الشخص لمجرد أن يربط به، وقد يكون غير ذلك مما لا نعرفه.
ولو أنك وجدت من الأدلة ما مكنك من القطع بأنه سحر، أو غلب ذلك على ظنك لكان ما فعلته هو الصواب، مع أن فتحه أصلاً ليس من حقك كما قدمنا، والرأي الآن أن تعرض الأمر على أحد المختصين في الرقى الشرعية للسحر، فإن بين أنه سحر، كان ما فعلته صواباً، وإن بين غير ذلك فالأحوط أن تستحل منه صاحبه المبعوث إليه، أو تصالحه في شأنه لأنك قد تكون ضيعت عليه بعض المال.
والله أعلم.