الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أن الأولى أن يؤخر التبريك إلى ما بعد الصلاة، فإن كثيرا من العلماء قد ذهبوا إلى أن من عطس لا يحمد في الصلاة ويؤخره إلى ما بعدها، وكذا لا يأتي بشيء من الذكر المشروع في غير الصلاة فيها، بل يكره له ذلك وإن كانت صلاته صحيحة.
قال البهوتي في شرح الإقناع: وَلَوْ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوْ لَسَعَهُ شَيْءٌ مِنْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ غَيْرِهِمَا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، أَوْ سَمِعَ مَا يَغُمُّهُ، أَوْ رَأَى مَا يَغُمُّهُ، فَقَالَ: إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، أَوْ سَمِعَ أَوْ رَأَى مَا يُعْجِبُهُ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ قِيلَ لَهُ: وُلِدَ لَك غُلَامٌ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوْ احْتَرَقَ دُكَّانُهُ وَنَحْوه فَقَالَ: لَا حَوَلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ كُرِهَ، لِلِاخْتِلَافِ فِي إبْطَالِهِ الصَّلَاةَ، وَصَحَّتْ، لِلْأَخْبَارِ، قَالَهُ فِي الْمُبْدِعِ. انتهى.
والله أعلم.