الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وعلامات الرفق هي:
لين الجانب. – ولطافة القول. – وإحكام العمل.- والقصد في السير. – وطلاقة الوجه. –والتبسم في وجوه الناس. ونحوها.
والرفق مستحب في كل شيء، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الرفق في الأمر كله. أخرجه البخاري عن عائشة.
ولكنه يتأكد في الأمور الآتية:
1- الرفق بالوالدين: لقوله تعالى: [وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً] (الاسراء:23-24).
2- الرفق بالزوجة والأولاد، لقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله. رواه الترمذي وغيره.
3- الرفق بالجار. لقوله تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ] (النساء: 36).
4- رفق الإمام بالمأمومين، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير. رواه البخاري.
5- الرفق في تغيير المنكر، وتدل على ذلك أحاديث منها حديث بول الأعرابي في المسجد. فعن أبي هريرة أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأهريقوا على بوله ذَنوبا من ماء أو سجلا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين. رواه البخاري. قال النووي في شرح مسلم: وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا إيذاء إذا لم يأت بالمخالفة استخفافا أو عنادا.
6- الرفق بالخدم، وتدل عليه أحاديث، منها ما أخرجه البخاري عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر: أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم.
7- الرفق بالحيوان، وفيه أحاديث منها: حديث أخرجه مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا، أي هدفا ترمون إليه.
ومن خلال علامات الرفق السالف ذكرها يتبين كيف يكون الرفق وفيم يكون؟ نسأل الله سبحانه أن يهدينا لأحسن الأخلاق.
والله أعلم.