الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا أولاً نشكرك على حرصك على حسن التعامل مع أصهارك، وهذا مما حث عليه الشرع الحكيم، والمرجو أن تكون ثمرته حصول الألفة والمودة بينهم، ولا حرج على زوجك في مبيته عند أمه وتركك وابنك في البيت بشرط أن تكونا في حال أمان ويغلب على الظن أن لا يصيبكما ضرر بمبيتكما وحدكما، وراجعي الفتوى: 215377.
ولا بأس بأن يبدي زوجك رغبته في مبيتك أياما عند أهله، ولكن لا حق له في إجبارك على ذلك، بل الأمر يرجع إليك، فالمرأة لا تجب عليها طاعة زوجها إلا في أمور النكاح وتوابعه، كما نص على ذلك الفقهاء.
قال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: لأن المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه خصوصاً إذا كان في أمره إضرار بها. اهـ.
وإن كان هذا الطفل رضيعا فلا يحق لزوجك أخذه معه؛ لأنه لا يستغني عنك غالبا، ولهذا ذكر بعض الفقهاء أن حضانة الرضيع تكون عند أمه ما دام محتاجا إليها، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 118375.
وإذا كان هذا في حق زوجك، فأمه أولى بالمنع من أخذه، بل لو لم يكن رضيعا لم يكن لأم زوجك أخذه معها بغير رضاكما، فحضانة الطفل حق للأبوين ما دامت الزوجية قائمة.
وفي الختام ننصح بأن يسود التفاهم في الأسرة المسلمة وإدارة حوار فيما قد يطرأ من أمور في إطار الاحترام المتبادل ومع مراعاة المصلحة، والحذر من كل ما يؤدي للشقاق، فقد يترتب على ذلك الطلاق وتشتت الأسرة.
والله أعلم.