الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نوصيكما أولا بكثرة الدعاء بأن يصلح الله عز وجل من الحال وييسر أمر الحمل بسلام ويزيل الأسباب التي تؤدي إلى عدم ظهور نبض الجنين في أشهره الأولى، والله سبحانه قد ندب للدعاء ووعد بالإجابة فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
وهو سبحانه على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير، فأمِّلوا فيه خيرا، وأحسنوا الظن به، فهو عند ظن عبده به.
والإنجاب من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج، كما أوضحناه في الفتوى: 221254، والفتوى: 340735.
ولا شك في أن رغبة زوجتك في الإنجاب مقدرة وهي حاجة فطرية، ومهما أمكنك تحقيق هذه الرغبة والمساعدة في جانب سلامة الحمل حتى الولادة فافعل، فهذا من حسن العشرة الذي جاء الشرع بالحث عليه، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
وشراء تلك الأدوية لا يلزمك ولو كنت مقتدرا ماديا، فالذي يلزمك إعطاؤها حقها في الوطء والمعاشرة، وعدم العزل ونحو ذلك مما يمنعها من الإنجاب، كما ذكر الفقهاء، قال ابن قدامة في المغني: ولأن لها في الولد حقاً، وعليها في العزل ضرر، فلم يجز إلا بإذنها. اهـ.
وننصح في الختام بأن يكون بينكما التفاهم في الأمر في إطار الاحترام المتبادل بينكما، وفي ضوء ما تقتضيه المصلحة، والحذر من كل ما يؤدي للشقاق.
والله أعلم.