الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن أفطر في نهار رمضان متعمدا؛ فإنه يجب عليه القضاء والتوبة الى الله تعالى. والجهل بوجوب صوم رمضان ليس عذرا يسقط به وجوب القضاء مطلقا في قول الجمهور.
جاء في شرح الدردير المالكي على مختصر خليل: وقضى من أفطر في الفرض مطلقا, أي عمدًا، أو سهوًا، أو غلبة، أو إكراها. اهـ.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: من أسلم في دار الحرب، فترك صلوات، أو صياما، لا يعلم وجوبه لزمه القضاء عند الحنابلة, وهو المفهوم من كلام الشافعية، وإطلاق المالكية. اهـ.
والعذر بالجهل يختلف باختلاف الأشخاص، والأمكنة، والمسائل. وفي المسألة بحث طويل، لكن خلاصة القول فيها ما قاله الإمام السيوطي -رحمه الله- في الأشباه والنظائر: كل من جهل تحريم شيء مما يشترك فيه غالب الناس لم يقبل منه دعوى الجهل، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشـأ ببادية يخفى فيها مثل ذلك؛ كتحريم الزنا، والقتل، والخمر، والكلام في الصلاة، والأكل في الصوم. انتهى.
ومن المعلوم أن الأحوال تغيرت في هذا الزمان لسهولة التعلم والوصول إلى المعلومات التي يريدها المرء في أي مجال، من خلال التواصل مع المواقع الدينية الموثوق بها، أو البحث فيها عما يشكل على المرء من أمر دينه، ويمكن الاتصال بالعلماء في مشارق الأرض ومغاربها من أيِّ مكان كان المرء لسؤالهم، وقد قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {الأنبياء:7}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ألا سألوا إذا لم يعلموا! فإنما شفاء العي السؤال. رواه أبو داود وغيره.
والله أعلم.