الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ابتداء القصر من حين مفارقة البنيان، فصحيح.
وأما المسافة التي تقصرين فيها، فلسنا نفتي بذلك، والقول الذي نختاره ونفتي به هو أن الصلاة لا تقصر في أقل من أربعة برد، وهو ما يساوي ثلاثة وثمانين كيلومترا تقريبا، وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
ويزيد الحنفية على تلك المسافة فيجعلونها مسيرة ثلاثة أيام لا يومين كالجمهور، وذهب بعض السلف إلى جواز القصر في أقل من ذلك.
وانظري التفصيل في الفتوى: 110363.
وبمراجعتها يتبين لك أن لِما فعلته وجها معتبرا عند بعض أهل العلم، ونحن وإن كنا لا نفتي به، لكن لا تلزمك الإعادة لما مضى؛ لما بيناه من أن العمل بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل ومشقة التدارك، مما يسوغ، كما في الفتوى: 125010.
وعليه؛ فالذي نراه لك ألا تقصري في المستقبل في تلك المسافة، وأما ما مضى فلا إعادة عليك فيه، ثم لك أن تقلدي من تثقين بقوله من أهل العلم، فإن وثقت بفتوى من يفتي بخلاف قولنا فلك تقليده، وانظري لبيان ما يفعله العامي عند الخلاف فتوانا: 169801.
والله أعلم.