الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا البلل الذي رأيت لا يؤثر على صحة طوافك، ولو كان ما رأيته قطرة بول؛ لأنك إنما رأيت ذلك بعد الفراغ من الطواف، وأحسست به أثناء صلاتك للركعتين بعده. والحادث يُقَدَّر بأقرب الزمان.
قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.
وأقرب الزمان هو وقت اطلاعك على البلل، وتيقنك منه، لا ما قبل ذلك.
وهذا القاعدة تنفعك في كثير من الأمر، وهي من قواعد التيسير، ورفع الحرج والمشقة. وقد قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}.
وعلى كل، فطوافك صحيح، وليس عليك إعادته.
وما تشعرين به من ندم على عدم إعادة الطواف، يلزمك دفعه، والإعراض عنه بعد ما تبين لك الحكم الشرعي فيما فعلت.
والله أعلم.