الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن شعر الجسم المسكوت عنه؛ أي الذي لم يرد نص في النهي عن حلقه، ولم يرد أمر بإزالته، كشعر الصدر والفخذ والساق..، فهذا يُخيَّر فيه الإنسان، إن شاء حلَقَه، وإن شاء تركه؛ وذلك لما رواه الدارقطني وغيره، وحسنه النووي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله -تعالى- فرض فرائض؛ فلا تضيعوها، وحد حدودا؛ فلا تعتدوها، وحرم أشياء؛ فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان؛ فلا تبحثوا عنها.
قال العلماء: وما سكت عنه رحمة بعباده يبقى على الأصل وهو الإباحة، واستواء الطرفين: الفعل أو الترك.
ولذلك؛ فالأمر في الشعر الذي لم يرد نص بإزالته أو بتركه واسع، كما سبق بيانه في الفتوى: 36874.
والله أعلم.