الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنَّ طريقتكم في تلاوة الجزء المقرر من القرآن كل يوم سبت، هي التي يسميها الفقهاء: الإدارة بالقرآن، حيث يقرأ كل شخص ما تيسر، ثم يكمل اللاحق من حيث توقف السابق، إلى أن تتم قراءة القدر المقرر قراءته بين أفراد المجموعة.
وهذه الطريقة مشروعة، بل مستحبة، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه: التبيان في آداب حملة القرآن: فصل: في الإدارة بالقرآن، وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرًا، أو جزءًا، أو غير ذلك، ثم يسكت، ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر، وهذا جائز حسن، وقد سئل مالك -رحمه الله تعالى- عنه، فقال: لا بأس به. انتهى.
وأمَّا تخصيصكم يوم السبت بهذه المقرأة، لكونه يوم إجازتكم الأسبوعية، وتفرغكم من أشغالكم؛ فليس ببدعة؛ لأنكم لم تعتقدوا فضيلة القراءة في هذا اليوم، وإنَّما اخترتموه، لكونه مناسبًا للجميع.
وقد بيَّنَّا في الفتوى: 53947. متى يكون تخصيص يوم معين بشيء من العبادة داخلًا في حدِّ البدعة، وبينا الضابط في ذلك.
والله أعلم.