الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمتبادر أن غرض الموقع من هذه العمولة ليس مجرد الشراء، وإنما كذلك الدعاية، والترويج له بتكثير عدد العملاء، لأن كل عميل جديد يعني فرصة أكبر لزيادة العدد، عن طريق دائرة معارف العميل الجديد، ومعاملاته، واهتماماته.
وإن كان الأمر كذلك؛ فلا يصح أن يشتري المسوِّق عن طريق رابط نفسه، للحصول على العمولة المخصصة للمسوق الذي يشتري عن طريق رابطه عميل جديد؛ لما في ذلك من تضييع غرض الموقع، ومخالفة شرطه، وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود {المائدة:1}.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس، إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وأما المبلغ الذي جمعه السائل بهذه الطريقة، وتعذر رده إلى التجار عن طريق الموقع، فيمكنه أن يتصدق به؛ استبراءً لذمته.
والله أعلم.