الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت في هذا السؤال أن الزوج يذكر لزوجته كثيرا كلمة الطلاق، ومما ينبغي أن يُعلم أن حكم الطلاق من جهة الوقوع أو عدمه، يختلف باختلاف الصيغ التي تصدر عن الزوج، ولذلك ننصح أولا بأن يشافه الزوج أحد العلماء، ويبين له حقيقة الألفاظ التي صدرت عنه، ليفتيه هذا العالم بما يظهر له من الحكم الشرعي.
وقوله لها:"سأطلقك"، لا يقع به الطلاق؛ لأنه مجرد وعد بالطلاق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الوعد بالطلاق لا يقع ولو كثرت ألفاظه، ولا يجب الوفاء بهذا الوعد، ولا يستحب. انتهى.
وكذلك قوله:"سأخلصك"، لا يقع به الطلاق، ولو قصد به تخليصها بالطلاق؛ لأن هذه الصيغة نوع من الوعد.
هذا، وننصح بأن يجتهد الزوجان في أن يحسن كل منهما عشرة الآخر بالمعروف، ويجتنبا المشاكل ما أمكن، ويجتنب الزوج حل المشاكل بألفاظ الطلاق؛ فإن هذا قد تكون عاقبته الندامة، وتشتت الأسرة.
وينبغي أن يحرصا على كل ما يكون سببا لاستقرار الأسرة، وأن يعملا على ما يكون سببا للألفة والمودة بينهما، وأن يحرص كل منهما على أداء حقوق صاحبه، ولمعرفة الحقوق بين الزوجين نرجو الاطلاع على الفتوى: 27662.
والضرب على الوجه قد جاء الشرع بالنهي عنه، كما سبق بيانه في الفتوى: 60934.
وينبغي للزوج أن يحسن الظن بزوجته، ويصدقها إذا ادَّعت أن ما حدث من ضربها له على وجهه، لم يكن بقصد منها، وأن لا يجعل ذلك مثارا للنزاع، وسببا للخلاف، بل يتجاوز ذلك إلى ما تحسن به العشرة، وينصلح به الحال كما أسلفنا.
وننبه إلى أنه لا يجوز للزوجة الخروج من بيت زوجها بغير إذن زوجها، إلا لعذر شرعي، ومجرد خلافها مع زوجها، وحدوث المشاكل، لا يسوغ لها الخروج بغير إذنه، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 136039.
والله أعلم.