الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رابطة الإيمان التي تجمع المؤمنين من أقوى الروابط وأوثقها لذلك حث الإسلام المؤمنين على أن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فالمطلوب من المسلم أن يسعى في كل ما يجلب المودة إلى قلب أخيه المسلم، وذلك بأداء الحقوق المترتبة على الأخوة في الإسلام.
وقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا. فالواجب عليك أن تكوني السابقة إلى المراضاة حتى تذهب الشحناء (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). فإن أصر هذا الشخص على ذلك فلا حرج إن شاء الله، علما بأن صومك صحيح، بمعنى أنه يجزئ ولا تطالبين بإعادته.
أما قبوله عند الله تعالى فذلك شيء موكول إلى الله إن شاء قبله، وإن شاء رده، والغالب على الظن أنه سيقبله ما دام قد فعل ابتغاء مرضاته.
وتراجع الفتاوى التالية: 21549/20902/7119/22082/25074.
والله أعلم.