الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك وتاب عليك، ثم اعلمي أن تارك الصلاة كسلا لا يكفر عند الجمهور، وقد فصلنا ذلك في الفتوى: 130853.
وعليه؛ فإسلامك صحيح -والحمد لله-، وصيامك في الرمضانات التي تركت الصلاة فيها، أو تركت فيها بعض الصلوات صحيح، تبرأ به ذمتك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فما دمت قد تبت إلى الله تعالى، فإن توبتك تمحو سيئاتك، ويبدلك الله بها حسنات.
وما دمت تقضين ما فاتك -فالحمد لله-، وهذا هو الواجب عليك مع التوبة عند الجمهور.
وصيامك صحيح كذلك في الأيام التي استمنيت في ليلها، سواء كان المني خرج منك أو لا، وسواء كنت اغتسلت بالليل أو لا.
وصيامك صحيح كذلك في الأيام التي خرج منك المذي فيها نهارًا، فإن خروجه لا يبطل الصوم في مذهب الشافعية، والحنفية، وهو الذي نفتي به.
وإن كنت استمنيت في نهار رمضان حتى خرج المنيّ عالمة بالتحريم؛ فعليك قضاء تلك الأيام، وأما إن كنت تجهلين التحريم، فلا قضاء عليك. وانظري الفتوى: 127123.
وأما أمّك: فإن كانت تأمرك بالصلاة، وتكذبين عليها، فلا يلحقها إثم -إن شاء الله-.
ونصيحتنا لك أن تستمري في طريق الاستقامة؛ مصاحبة الصالحات، مكثرة من الذكر والدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، مجتهدة في تعلم العلم الشرعي النافع الذي تزول به غشاوة الجهل، وتتقربين إلى الله به على بصيرة.
وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.