الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما تفعلين مع هذه البنت من منع شراء الهاتف اليدوي (الجوال) هو الصواب والسداد إن شاء الله تعالى، وخاصة أن قصدك الحفاظ على ما لها من الضياع والمحافظة على خلقها ودينها من الفساد.
فالهاتف النقال قد يكون وسيلة للضرر والفساد، وخاصة إذا كان عند شخص غير رشيد لا يعلم كيف يتصرف، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ولا مصلحة لهذه البنت في شراء الجوال، لأن بإمكانها إذا أرادت أن تتصل بأمها ورحمها أن تتصل بهم بوسيلة أخرى، وسد ذرائع الفساد معتبر في الإسلام، ولكن مع هذا لا يجوز الحجر على هذه الفتاة من التصرف في مالها إذا كانت رشيدة، ولكننا ننصحك بعد تقوى الله تعالى أن تقنعي هذه البنت اليتيمة التي جعلها الله تعالى تحت يدك بأن ما تفعلين معها هو بقصد مصلحتها.
كما ننصحك بتربيتها على طاعة الله تعالى وأداء الفرائض واجتناب النواهي، فإن ذلك أعظم معين لك على إقناعها بكل ما توجهينها إليه من خير.
والله أعلم.