الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب على هذه الحال، فإننا ننصحك بالزواج منه، وذلك لاعتبارين اثنين:
أولهما: أنك قد ذكرت أنه صاحب دين وخلق، وهذا يعني كفاءته؛ فالراجح من أقوال الفقهاء أن الكفاءة المعتبرة هي الدين والخلق؛ لما ثبت عند الترمذي وابن ماجه من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
قال ابن القيم في زاد المعاد: فالذي يقتضيه حكمه -صلى الله عليه وسلم- اعتبار الكفاءة في الدين أصلًا وكمالًا، فلا تزوج مسلمة بكافر، ولا عفيفة بفاجر. ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرًا وراء ذلك. انتهى.
والثاني: أنك وصفتِه بجملة من الصفات الطيبة التي ترغب في قبوله خاطبًا كنشاطه، وطموحه، وهمته، فالمرجو من مثله أن يقدم على الزواج وهو قادر ماديًّا على تكاليف الزواج، ويستطيع أن يوفر لك نفقتك.
ثم إن نصوص الشرع قد دلت على أن الزواج من أسباب الغنى، قال -تعالى- في محكم كتابه: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وليس في قبولك الزواج منه إذلال لنفسك، وقد تزوج بعض الصحابيات من بعض فقراء الصحابة فسعدن معهم، ومن ذلك قصة جليبيب -رضي الله عنه-، وتزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- له من فتاة من الأنصار، وهذه القصة ثابتة في مسند أحمد.
والله أعلم.