الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأمور الغيب مما لا ينبغي التعرض للسؤال عن كيفيته، فإن هذا مما لا سبيل إلى العلم به.
ولم يرد في النصوص -بحسب علمنا- ما يفيد امتناع الملائكة من الوجود في مكان فيه شياطين، والعكس، وهذا الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذا فإن الكرام الكاتبين معه لا يفارقونه، كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار: 10-12}. وقال: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ {الرعد:11}.
والحاصل أن ما ذكرته من وسوسة الشيطان للعبد عند موته مع وجود الملائكة لقبض روحه، ليس مما يمتنع لا عقلا ولا شرعا.
والله أعلم.