الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنه إذا أمكنه أن يجد وسيلة يمكنه بها إزالة مظاهر الأنوثة من غير ضرر؛ كالأعشاب والعلاج الطبيعي، لكان أمرًا حسنًا، ولا يجب عليه استخدام هذه الهرمونات، ولو لم يخش منها ضررا، فضلًا عن أن يخشى منها ضررًا؛ لأن إزالة مظاهر الأنوثة من باب التداوي.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي عند الكلام عن تحويل الجنس: أما من اجتمع في أعضائه علامات النساء والرجال، فينظر فيه إلى الغالب من حاله، فإن غلبت عليه الذكورة جاز علاجه طبيًّا بما يزيل الاشتباه في ذكورته، ومن غلبت عليه علامات الأنوثة جاز علاجه طبيًّا، بما يزيل الاشتباه في أنوثته، سواء أكان العلاج بالجراحة، أم بالهرمونات، لأن هذا مرض، والعلاج يقصد به الشفاء منه، وليس تغييرًا لخلق الله عز وجل... انتهى.
والتداوي ليس واجبًا في الأصل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: والتداوي غير واجب، ومن نازع فيه خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الصبر على البلاء ودخول الجنة، وبين الدعاء بالعافية، فاختارت البلاء والجنة، ولو كان رفع المرض واجبًا لم يكن للتخيير موضع كدفع الجوع..... انتهى.
وراجع للفائدة الفتوى: 46857.
والله أعلم.