الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء، وأن ييسر لك ولادة سليمة، ويرزقك مولودا صالحا تقر به عينك، وعين زوجك، ونوصيك بكثرة الدعاء، ولا سيما الأدعية المتضمنة لسؤال الله العافية، وقد ذكرنا جملة من هذه الأدعية في الفتوى: 221788، فراجعيها.
وإن كان والد زوجك يسألك مثل هذه الأسئلة التي توقعك في نوع من الحرج، فلا ينبغي له ذلك؛ إذ الأصل ترك الكلام عما يُسْتَحْيَا منه عادة، إلا أن تدعو إليه حاجة، فيكون الكلام فيه بقدر الحاجة من غير استرسال، كما في الحديث الذي رواه أحمد، وابن ماجه، عن خزيمة بن ثابت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن.
قال المناوي في فيض القدير عند بيانه معنى هذا الحديث: لا أمتنع من إرشادي لكم، وتعليمكم أمر دينكم، وإن كان في لفظه استحياء، وقدم ذلك توطئة وبسطا لعذره في ذكره ما يستحيا منه عادة بحضرة النساء. انتهي.
وهو قد يتكلم معك في هذا بمقصد حسن، ولكن لا ينبغي له أن يفعل كما أسلفنا، خاصة وأن مثل هذه التوجيهات يمكن أن تأتي من طبيبة مختصة تتابعين معها.
ولست ملزمة شرعا بالرد على مكالمته، وليس لزوجك إجبارك على ذلك، وليس عليك طاعته فيه، ولكن إغلاقًا لباب الشيطان، وتجنبًا لوقوع الخصام بينك وبينه، أو بينك وبين زوجك يمكنك الرد عليه والاكتفاء بالكلام معه بالتحية والسؤال عن حاله، ومداراته إذا تكلم معك عن أمر الحمل، وإخباره بالمتابعة مع طبيبة، ونحو ذلك.
والله أعلم.