الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على ما أنعم الله به عليك من نعمة التوبة إلى الله عز وجل، فهذه نعمة عظمى تستوجب الشكر والاجتهاد في السير على طريق الاستقامة، وقد أحسنت بالمحافظة على الصلوات في وقتها، وأداء بعض النوافل، وإقبالك على الاستغفار وتلاوة القرآن، ونسأله أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، ونوصيك بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه، ولا سيما الأدعية المتضمنة سؤال الله العافية، فهو من أعظم الدعاء.
روى الترمذي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه: أنه قام على المنبر، ثم بكى، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر، ثم بكى، فقال: اسألوا الله العفو والعافية، فإن أحد لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية.
وراجع المزيد في الفتوى: 221788.
وصلاة الجمعة واجبة على الرجل بإجماع العلماء، وجاءت النصوص الدالة على الترهيب من التخلف عنها لغير عذر، فراجع الفتوى: 323833.
وقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة، والراجح عندنا وجوبها، كما هو مبين في الفتوى: 28664.
والذي يظهر لنا - والله أعلم - أن مجرد هذا الشعور لا يبيح لك التخلف عن صلاة الجمعة، للإجماع على فرضيتها -كما أسلفنا- وأما التخلف عن صلاة الجماعة فأمره أهون، لكونها مسألة اجتهادية، والخلاف فيها قوي، فإن رأيت حرجا في شهودك لها فلا بأس بالترخص بقول من ذهب إلى عدم وجوبها دفعا للحرج.
قال السبكي في الإبهاج شرح المنهاج: يجوز التقليد للجاهل، والأخذ بالرخصة من أقوال العلماء بعض الأوقات عند مسيس الحاجة، من غير تتبع الرخص، ومن هذا الوجه يصح أن يقال: الاختلاف رحمة؛ إذ الرخص رحمة.. انتهى.
ومهما أمكنك أن تصلي الجمعة والجماعة مع المسلمين فافعل، واجتهد في مواجهة الشعور بالانكسار أمام الناس، واعمل على مواجهة من قد يسخر منك، أو يهزأ، وذكره بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ويمكنك أن تتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا إسلام ويب.
والله أعلم.