الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطات في سؤال الفتاة هل قامت بالفاحشة أم لا؟ كما أخطأت هي في إخبارها بذلك.
وكان الواجب عليها أن تستر على نفسها، فلا تخبرك، أو تخبر أحدا غيرك.
فإن الإخبار بالذنب ذنب؛ لأنه مجاهرة به، والله -عز وجل- لا يحب الجهر بالسوء، أو أن تشيع الفاحشة.
ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا، وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
ولم يكن لك الحق في سؤالها عن ماضيها، وزوال البكارة يمكن أن يحدث بغير الوطء كالحيض، والوثبة، ونحو ذلك.
أما أن تفضحها، وتخبر بما أخبرتك به، فهذا أمر مرفوض شرعا.
والذي ننصحك به هو الاعتبار بحال هذه المرأة الآن، فإن تابت، وصارت صالحة مستقيمة؛ فأمسكها، وأحسن عشرتها، فابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما ثبتت بذلك كله السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واجتهد في تربيتها على الإيمان، وطاعة الرحمن، وكن قدوة صالحة لها..
وننبه إلى خطورة الانتحار، وهو لا يحل لصاحبه مشكلة، بل ينقله من شقاء هذه الحياة إلى مزيد من الشقاء، وهو شقاء الآخرة.
ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 10397.
والله أعلم.