الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله -تعالى- لك الشفاء العاجل مما تعانيه، وأن يوفقك لكل خير.
ثم إن السؤال غير واضح، وعلى كل حال إذا كنت صاحب سلس كما ذكرتَ، فإنه يجوز لك أن تجمع الظهر مع العصر بوضوء واحد، سواء كان الجمع في وقت الأولى، أو الثانية. كما يجوز لك جمع المغرب مع العشاء بوضوء، سواء جمعتَهما في وقت المغرب، أو العشاء.
قال ابن قدامة في المغني: يَجُوزُ لِلْمُسْتَحَاضَةِ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ؛ لِأَنَّ «النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ حَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ بِالْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، وَأَمَرَ بِهِ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ» وَغَيْرُ الْمُسْتَحَاضَةِ مِنْ أَهْلِ الْأَعْذَارِ مَقِيسٌ عَلَيْهَا، وَمُلْحَقٌ بِهَا.
ثم قال: وَكَذَلِكَ يَجُوزُ الْجَمْعُ لِلْمُسْتَحَاضَةِ، وَلِمَنْ بِهِ سَلَسُ الْبَوْلِ، وَمَنْ فِي مَعْنَاهُمَا؛ لِمَا رَوَيْنَا مِن الْحَدِيثِ. اهـ.
ومن أهل العلم من يرى أن صاحب السلس لا ينتقض وضوؤه إلا بناقض آخر غير ناقض السلس، بشرط عجزه عن علاجه، ولك أن تقلده، وراجع تفاصيل الفتوى: 75637.
أما الصلاة قبل دخول وقتها، فلا تجوز، ولا تصح تحت أي مبرر، باستثناء الجمع الذي ذكرنا عند موجبه.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: لا خلاف بين الفقهاء في أن من صلى قبل دخول الوقت فإن صلاته غير صحيحة، ويجب عليه أن يصلي إذا دخل الوقت. اهـ.
ولتبشر بأن من عجزعن بعض الطاعات التي كان يمارسها لسبب ما، فإنه يكتب له ثواب ما كان يعمله في صحته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحاً. رواه البخاري، وغيره.
والله أعلم.