الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاؤك ب: "اللهم اغفر لجميع موتانا وموتى المسلمين" يتضمن الدعاء بالمغفرة لجميع أقربائك المتوفَّين، وفيه الكفاية والغنية عن تخصيصهم بأسمائهم؛ لأنك استعملت في دعائك ألفاظًا وصيغًا تدل على العموم؛ فإنَّ موتى المسلمين فيهم القريب والبعيد من أقربائك الموتى قطعًا.
ولكن إذا خصصتِ بالدعاء بالمغفرة أقرب وأحب الناس إليك، ثم عممت موتاكِ وموتى المسلمين؛ ففيه اقتداء بدعاء الأنبياء، ولا شك أنَّهم القدوة لنا، وهديهم هو خير الهدي، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه وعلى لسان أنبيائه: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم:41}، وقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ {نوح: 28}.
هذا ومن سنة الأنبياء في الدعاء أيضًا أن يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه أولاً، ثم يعطف على ذلك بالدعاء لغيره، كما هو ظاهر من دعائهم في الآيتين آنفتي الذكر.
وللفائدة انظري الفتوى: 119688.
والله أعلم.