الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على الأثر الذي قلت فيه إن من لمس كلبا لا تقبل له صلاة أربعين يوما، ولعله حديث موضوع، لأن الكلب يؤذن في اتخاذه لبعض المصالح كما سنبينه، ولا يتصور أن يرد هذا الوعيد الشديد في فعل أمر مباح.
واعلم أنه لو افترض صحة الحديث فإن عدم قبول الصلاة لا يبيح للمرء تركها، لأن أداءها يبرئ ذمته منها، وليس يلزم من إبراء الذمة حصول الثواب، ففي سنن النسائي والترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين يوما. قال في تحفة الأحوذي: والمعنى لم يكن له ثواب وإن برئت الذمة، وسقط القضاء بأداء أركانه مع شرائطه، كذا قالوا. وقال النووي: إن لكل طاعة اعتبارين: أحدهما سقوط القضاء عن المؤمن، وثانيهما: ترتيب حصول الثواب، فعبر عن عدم ترتيب الثواب بعدم قبول الصلاة.
وأما اقتناء الكلب للحراسة فهو مباح، ولا مانع من ملامسته حينئذ إذا دعت الحاجة، ولكن يحسن أن يكون لك ثوب خاص تلبسه عندما تحتاج لملامسته، وراجع في الموضوع الفتوى رقم: 23541 . والله أعلم.