الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن المقرر شرعا أنه لا مؤاخذة على المرء في مشاعره القلبية إن لم يترتب عليها ما يخالف الشرع، فقد قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5}.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم به.
وهذه البنت في هذه السن قد تكون بلغت، أو قاربت البلوغ، ولذلك ينبغي الحذر، وأن لا يغيب عن الذهن ما جاءت به النصوص من التنبيه على أن النساء باب عظيم للفتنة، وأن الشيطان قد يستغل هذا الباب لإغواء الخلق.
كما ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإذا كانت هذه البنت أجنبية عنك، فلتتعامل معها على هذا الأساس، وكونك تعتبرها ابنتك، أو أنها تناديك بـ:(يا خالي) لا يغير من الحقيقة شيئا.
والله أعلم.