الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأولى لك أن تحرص على الصف الأول حتى لو كان من فيه بغير تلك الصفة التي تميل إليها نفسك. ثم الأولى أن تكون وراء الإمام، ثم عن يمين الصف، وكلما اقتربت من الإمام كان أحسن.
وانظر الفتوى: 356080.
فلو فرض أن من كان بالصفة التي تحبها بعيدًا عن الإمام، ووجدت مكانًا قريبًا، فلا ينبغي أن تترك المكان القريب لتقف بجانب من ذكرت أنك تحب الوقوف بجواره؛ لأنك تترك الأفضل -والحال هذه- وتفعل المفضول.
وأما هذا الميل الطبيعي؛ فلا تأثم عليه، وليس هو من التكبر في شيء -إن شاء الله-؛ لأن الكبر كما عرفه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: رد الحق واحتقار الناس، ففي صحيح مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: الكبر؛ بطر الحق، وغمط الناس.
وما دمت لا تحتقر أحدًا ممن ليست هذه صفته، وإنما تميل للوقوف بجانب هذا الصنف من الناس ميلًا طبيعيًّا لما تجده من راحة في نفسك، فهذا لا حرج فيه -إن شاء الله-.
والله أعلم.