الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يفعل من الاجتماع في بيت الميت لقراءة القرآن والأذكار عمل غير مشروع، ولم ينقل عن السلف فعله، وإنما هو من المحدثات، والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على الميت ثم دفنه والاستغفار والدعاء له بعد دفنه ثم الانصراف، والخير كل الخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم، فما ترك خيراً إلا ودل عليه، ولا شراً إلا وحذر منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقد اتفقت المذاهب الأربعة المتبوعة على أن اجتماع الناس على طعام بيت الميت أمر مكروه مخالف للسنة، واستثنى الحنابلة الضيوف فيجوز إطعامهم.
فالسنة أن يقدم الطعام لأهل الميت لا أن يصنعوه وينشغلوا به زيادة على انشغالهم بمصابهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم. رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. رواه أحمد.