الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إفشاء السلام عبادة رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم أنه قال: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشو السلام بينكم.
وفي الصحيحين أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
وفي الحديث: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود والترمذي وصححه الأرناؤوط والألباني.
واعلم أن استحضار النية واحتساب الأجر في السلام أمر ضروري لما في الحديث: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: لا أجر لمن لا حسبة له. رواه البيهقي وحسنه الألباني، قال المناوي في شرح الحديث: أي لا أجر لمن لم يقصد بعمله امتثال أمره تعالى.
وأما سلام المرء على إخوانه من دون استحضار المثوبة على ذلك فهو جائز، وإنما المحظور أن تعمل ذلك رياء، أو تعتقد أنه عبادة وقربة يتعبد بها ويتقرب بها إلى الناس لأن صرف العبادة لغير الله شرك، وراجع الفتوى رقم: 22278، والفتوى رقم: 42715.
والله أعلم.