الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ما في الصحيحين من الرواية عن المختلطين محمول على أنه أخذ عنهم قبل الاختلاط.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم -1/ 34: إذا خلط الثقة لاختلال ضبطه بخرف، أو هرم، أو لذهاب بصره، أو نحو ذلك، قبل حديث من أخذ عنه قبل الاختلاط، ولا يقبل حديث من أخذ بعد الاختلاط، أوشككنا في وقت أخذه، فمن المخلطين عطاء بن السائب، وأبواسحاق السبيعي، وسعيد الجريري، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وربيعة -أستاذ مالك-، وصالح مولى التؤمة، وحصين بن عبد الوهاب الكوفي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام عَمِيَ في آخر عمره، فكان يتلقن، وعارم اختلط آخرا، واعلم أن ما كان من هذا القبيل محتجًّا به في الصحيحين، فهو مما علم أنه أخذ قبل الاختلاط. اهـ.
وقال الكناني في المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ص: 137: النوع الثامن عشر فيمن خلط من الثقات: هو فن مهم لا يعرف فيه تصنيف مفرد به، وهو جدير بذلك، ثم هؤلاء منهم من خلط لخرفه بكبره، أو لذهاب بصره، أو لغير ذلك، فيقبل ما روي عنهم قبل الاختلاط، ويرد ما بعده، وما شك فيه، منهم عطاء بن السائب، وأبو إسحاق السبيعي .... واعلم أن كل ما احتج به هؤلاء في الصحيحين فهو مما أخذ عنه قبل اختلاطه، فتعرف بذلك أنه منه. اهـ.
والله أعلم.