الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فخدمة الوالدين عند الحاجة؛ لكبر، أو مرض ونحوهما؛ واجبة على أولادهما جميعا، ذكورهم، وإناثهم. إما أن يقوموا بالخدمة بأنفسهم، أو يستأجروا من يقوم بخدمتهما إن حصلت الكفاية بذلك.
قال السفاريني -رحمه الله- في غذاء الألباب عند كلامه على حقوق الوالدين: ومن حقوقهما خدمتهما إذا احتاجا، أو أحدهما إلى خدمة. انتهى.
وقال الخادمي الحنفي -رحمه الله- في بريقة محمودية متحدثاً عن حقوق الوالدين: إذا احتاجا إلى الخدمة خدمهما. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: أما خدمة الولد لوالده، أواستخدام الأب لولده، فجائز بلا خلاف، بل إن ذلك من البر المأمور به شرعاً، ويكون واجباً على الولد خدمة، أو إخدام والده عند الحاجة. انتهى.
وعليه؛ فخدمة جدتك؛ واجبة على أولادها جميعا حسب مقدرتهم، ولا يقتصر الوجوب على البنات فقط، فإذا كانت أمك مريضة لا تقدر على خدمة أمها، فلا تجب عليها الخدمة بنفسها.
وراجع الفتوى: 405169
وينبغي أن ينتبه الأولاد جميعا؛ إلى أنّ خدمة أمهم، ورعايتها، وسائر وجوه برها؛ من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، وأعجلها، وأرجاها ثواباً، وبركة في الرزق، والعمر.
ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- : .. إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ.
فينبغي أن يتنافس الأولاد في برّ أمّهم، ويتسابقوا إلى خدمتها، والإحسان إليها بما يقدرون عليه.
والله أعلم.