الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبوك يخوض في عرض أمّك وأهلها بغير حق؛ فهو مرتكب لمعصية كبيرة، ومسيء للعشرة إساءة بليغة؛ لكن ذلك لا يبيح لك الإساءة إليه؛ فحقّ الوالد على ولده عظيم، وما تفعله أنت مع والدك هو من العقوق المحرمة، وراجع الفتوى: 299953.
ومع هذا، فعليك أن تأمر أباك بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتبين له عظم حرمة الخوض في الأعراض، وظلم الزوجة؛ لكن لابد أن يكون الأمر والنهي بأدب، ورفق، من غير إغلاظ، ولا إساءة، فإنّ أمر الوالدين بالمعروف، ونهيهما عن المنكر ليس كأمر ونهي غيرهما، قال ابن مفلح الحنبلي –رحمه الله: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.
والله أعلم.