الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الإمام ابن كثير في تفسيره هذه الآية: وجوه يومئذ ناضرة من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة، إلى ربها ناظرة، أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: إنكم سترون ربكم عياناً، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة، وهما في الصحيحين أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهمان سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك.
وما قاله ابن كثير هنا هو الحق الذي لا شك فيه، وهو معتقد أهل السنة والجماعة من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان، إلى أن قال: ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة، هذه وجوه الكفار تكون يوم القيامة باسرة، قال قتادة كالحة، وقال السدي: تغير ألوانها، وقال ابن زيد: باسرة أي عابسة تظن أي تستيقن أن يفعل بها فاقرة، قال مجاهد: داهية، وقال قتادة شر، وقال السدي: تستيقن أنها هالكة، وقال ابن زيد: تظن أن ستدخل النار، وهذا المقام كقوله تعالى: َيوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ(آل عمران: من الآية106)، وكقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ*ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ*وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا *أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (عبس:38-42).
والله أعلم.