الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أولا- أن الاستخارة ينبغي أن تسبقها الاستشارة بأن تسأل الفتاة، أو وليها من يريد أن يتقدم إليها، لمعرفة ما إن كان كفؤا لزواجه منها أم لا، فيسأل عنه الثقات، ومن يعرفونه، فلا تقبل الفتاة، أو وليها إلا صاحب الدين، والخُلُق.
ففي الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
فإذا تبين أنه أهل للزواج منها، فعليها أن تستخير في أمره، وحقيقة الاستخارة أنها تفويض الأمر إلى الله عز وجل، ليختار لها ما هو أصلح لها، لكمال علمه وقدرته، وما يكون بعد الاستخارة من تمام الأمر، أو من عدمه، فهو الخير لها، كما سبق بيانه في الفتوى: 123457.
ومنها نعلم أن الاستخارة لا علاقة لها بما يكون من ارتياح نفسي، أو أي مشاعر.
ومنها نعلم أيضا أن ما اختاره الله لعبده هو الذي يستحقه، والمناسب لحاله، وإن ظهر أن الأمر على خلاف ذلك؛ لأنه أعلم بحاله سبحانه وتعالى.
والسحر، والحسد لا يمنع شيئا أراد الله له أن يكون؛ فإنه سبحانه قادر على إبطال ذلك كله، لينفذ ما أراد، وإن كانت إرادته أن لا يتم الأمر، فقد يجعل السحر، والحسد مانعاً من حدوثه، فالأمر له أولا وآخرا، ظاهراً وباطناً، قال تعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب: 38}.
ومع ذلك، فلا بأس بأن ترقي نفسك الرقية الشرعية، أو أن تذهبي إلى راق، مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وراجعي الفتوى: 61211.
وعلى كل، فننصحك بأن تتوجهي لربك، وتتضرعي إليه، وتسأليه أن يرزقكِ الزوج الصالح، ونذكركِ بما ذكرنا آنفاً من حسن الاختيار أولا، ثم الاستخارة بعده.
والله أعلم.