الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجيران، والأقارب أولى بالمعروف، ما لم يكن الأبعدون في حالة تضرر، وحاجة شديدة، ويستشار في ذلك أهل الخبرة بالعمل الخيري في بلدكم، ويدل لتقديم الجيران ما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليسكت. رواه مسلم.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا. رواه البخاري.
وفي الحديث: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. متفق عليه.
وقال الشربيني في مغني المحتاج شارحا ذلك: وَدَفْعُهَا لِجَارٍ أَقْرَبَ، فَأَقْرَبَ، أَفْضَلُ مِنْ دَفْعِهَا لِغَيْرِ الْجَارِ، غَيْرِ مَنْ تَقَدَّمَ، لِخَبَرِ الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: إنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ فَقَالَ: إلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا. انتهى.
والله أعلم.