الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، فقد وقعت في معصية عظيمة في بقعة مباركة تضاعف فيها الحسنات كما تضاعف فيها السيئات، وراجع الفتوى رقم: 6574.
ثم إنه كان عليك بعد اغتسالك ورجوعك إلى البيت أن تبدأ الطواف من جديد حتى تكمل سبعة أشواط لأن طوافك الأول قد بطل بتعمدك الحدث، قال ابن قدامة في الشرح الكبير: وإذا أحدث في الطواف عمدا ابتدأ الطواف لأن الطهارة شرط له فإذا أحدث عمدا أبطله كالصلاة. انتهى.
وعليه فأنت بمثابة من ترك طواف الوداع لأنك بنيت على ما قبل الحدث، ومن ترك طواف الوداع لزمه دم على الراجح من كلام أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني: فأما الخارج من مكة فليس له أن يخرج حتى يودع البيت بطواف سبع وهو واجب، من تركه لزم دم وبذلك قال الحسن والحكم وحماد والثوري وإسحاق وأبو ثور إلى أن قال: ولنا ما روى ابن عباس قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض. متفق عليه، ولمسلم قال: كان الناس ينصرفون كل وجه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت. انتهى.
وعليه فيلزمك دم، وأقله شاة تذبح في الحرم وتوزع على الفقراء هناك، وبإمكانك توكيل من يقوم بذلك نيابة عنك وحجك صحيح إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.