الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أنه لا يجوز للسائل دلالة والده على المكان المذكور؛ لما في ذلك من الدلالة على الشر، والإعانة على الإثم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم.
وهذا يدل على أن دليل الشر؛ كفاعله كما أن دليل الخير؛ كفاعله.
وقال المازري في المعلم بفوائد مسلم: هذا الحديث أصل في أن المعونة على ما لا يحل، لا تحل، وقال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقد جعل الدال على الخير كفاعله، وهكذا الدال على الشر، كفاعله. اهـ.
وقال المناوي في (فيض القدير): فليتأمل المسلم هذا المعنى، وسعادة الدال على الخير، وشقاوة الدال على الشر. اهـ.
ويدل على هذا المعنى -أيضا- قوله تعالى: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا. {النساء:85}.
والمطلوب هو نصح والدك بترك التعامل بالربا كله؛ قليله، وكثيرة. فنصيحته هذه من البر العظيم به.
والله أعلم.